وهذا هو الجنوب اليوم للأسف الشديد!

بقلم: محمد عبدربه- ارشيف الكاتب

نحن لسنا أعداء الجنوب، ولسنا ضد المشروع الجنوبي أبدًا، ولكننا ضد العنصرية والأنانية والحقد والكراهية والتفرقة بين أبناء الشعب.

نحن أقلامنا مساندة لشعبنا الجنوبي العظيم في حقه منذ عام 2006 في انتفاضة الحراك الجنوبي، ولا نزال على العهد مستمرين.

نحن مع الجنوب أو اليمن الفيدرالي الذي يرتضيه شعبنا العظيم.

ولكن للأسف الشديد، وجدنا أشخاصًا يمولون العنصرية، حيث أصبح لديهم هوس بالسلطة والكرسي، دون أي اهتمام بالقضية الجنوبية ومسؤولياتها.

من يدّعي أنه المفوض الوحيد للقضية فهو كاذب ومضلل، بل استغل بعض الشعارات المزيفة لخداع الناس البسطاء.

كما قاموا بقتل أبناء الجنوب الشرفاء من أجل مشاريع وهمية لم يُكتب لها النجاح.

لقد رأينا هؤلاء الأشخاص يسيطرون على المعسكرات بشكل عنصري، حيث يتبع كل معسكر قيادي محدد مع أصدقائه فقط، ويرفضون دمج كافة أبناء الجنوب العسكريين، مما يعزز الانقسامات الداخلية.

وهذا هو الواقع المؤلم للجنوب اليوم، حيث تنتشر العنصرية والتفرقة.

لو جُلتم العالم بأسره، فلن تجدوا أي طرف جنوبي يستطيع احتكار الجنوب أو تمثيله بمفرده، إلا في حالة توحيد الجبهة الداخلية سياسيًا وعسكريًا، مع إشراك كافة فئات الشعب الجنوبي، لأنها هي صاحبة القرار.

النقطة الثانية: هناك قيادات تفتقر إلى الخبرة السياسية والإدارية، كما أن هناك تآمرًا من بعض القوى الجنوبية ضد القضية الجنوبية نفسها.

للأسف، الجنوب بين أيديكم منذ أكثر من سبع سنوات، ولم تستطيعوا تحقيق أي تغيير إيجابي، رغم أن كل شيء كان في متناولكم. كان يمكنكم حتى إعادة بناء الدولة، ولكن للأسف الشديد، تسابقتم على نهب الأراضي والمخططات والأموال، وقمتم بإنشاء أجهزة أمنية منفلتة تمارس القتل خارج القانون، واعتقلت المناضلين الأحرار، ومن رفض سياستكم، إما قتلتموه أو سجنتموه.

أين الجنوب الذي ناضلنا من أجله؟

اسمعوني جيدًا:

ليس لدينا نخب سياسية تمتلك الحنكة في إدارة الأمور، فكل من له تاريخ سيئ لا يمكن أن ينتج إلا الأسوأ. والتاريخ لا يرحم، فهؤلاء ليس لديهم أي خبرة في إدارة الحكم والإدارة، وإنما يريدون إعادة الجنوب إلى دوامة الصراعات السابقة، تلك الصراعات التي دمرت الجنوب وأجبرت الناس على الهروب حفاة الأقدام إلى اليمن الشمالي ودول الجوار، خوفًا من الظلم والانتقامات والتصفيات التي طالت الشيوخ والسلاطين والقبائل والسياسيين الأحرار.

الآن، بعد سبع سنوات من حكمكم، ماذا قدمتم لعدن؟

لنكن صريحين:

لا شيء!

• الكهرباء والمياه، وهما شريان الحياة، في حالة انهيار.

• التعليم والصحة والرواتب، كلها في أسوأ حالاتها.

• عدن وبقية المحافظات تعاني الفقر والجوع، بينما مأرب وحضرموت تتصدق عليكم بالوقود.

أين خيرات عدن؟ أين ذهبت الأموال؟

الإجابة واضحة:

كلها نهبها القياديون الفاسدون، الذين هربوا إلى الخارج، تاركين الشعب يعاني الجوع والفقر والهلاك.

أي شعب سيقبل بكم حكامًا؟ حتى قرية واحدة لن تقبل بكم، لأنكم لستم على قدر المسؤولية، وكل ما فعلتموه هو نهب الأراضي وممارسة البلطجة.

احترموا شعبكم واحترموا تضحيات الشهداء والجرحى، الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجل وطن يسوده العدل والمساواة والحرية والكرامة.

لكن ما فعلتموه هو تحويل الجنوب إلى ساحة للفساد والمحسوبية والعنصرية.

أنتم لا تمثلون الشعب، ولا تصلحون كقيادات وطنية، بل مجرد أدوات بيد الغزاة، تنفذون مخططات إقليمية مشبوهة.

عشر سنوات مرت دون أي فائدة سوى الموت والجوع والفقر، حتى أصبح اليمن مستنقعًا للدمار والمعاناة، بعدما كان يُعرف بـ “اليمن السعيد”.

وهذا هو الجنوب اليوم!

الصفحة الرئيسية أراء وأتجاهات وهذا هو الجنوب اليوم للأسف الشديد!

الجنوب ڤويس منبر إعلامي جنوبي حر مستقل ، ينطلق من مدينة عدن يضم فريق التحرير نخبة من الشباب الصحفيين المؤهلين والذي يتمتعون بتجارب مهنية مرموقة في مجال الإعلام الإلكتروني

اخبار متفرقة

اخبار اخرى