بقلم: د.فائزة عبدالرقيب سلام- ارشيف الكاتب
يحلّ الثامن من مارس كل عام ليذكّر العالم بأن قضايا المرأة ليست مجرد شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي معركة مستمرة لتحقيق العدالة والإنصاف لقضايا النساء ، انه يوم لا يقتصر على الاحتفال، بل هو محطة لتقييم الإنجازات، وتسليط الضوء على التحديات، وتجديد العزم على مواصلة النضال من أجل مستقبل مشاركة المرأة وتمكينها السياسي والاقتصادي وفي مختلف المجالات وبالتالي لا ينبغي أن يكون مجرد مناسبة رمزية، بل لحظة حقيقية لمراجعة ما تحقق، والتفكير فيما يجب فعله لدعم النساء.
في الحقيقة، مايزال الطريق طويلًا كي تستطيع النساء تحقيق تطلعهم نحو التمكين والمشاركة الحقيقية الذي يمثل حجمها الحقيقي في المجتمع، لكنه ليس مستحيلًا و يبقى الأمل معلقًا على استمرار النضال، وتضامن النساء في دعم قضاياهن و العمل المشترك لضمان حقوقهن في التمكين والمشاركة، وبناء مجتمعا أكثر عدلًا وإنصافًا للجميع.
في هذا العام، اتوقف عند ثلاث محطات مهمة تجسد نضال المرأة و تعكس التحديات العميقة التي تواجهها، وفي الوقت نفسه تسلط الضوء على نماذج صمود وإرادة لا تُقهر:
▪️المرأة اليمنية.. نضال من أجل التمكين
في اليمن، تواجه المرأة تحديات مضاعفة نتيجة الحرب والصراعات القائمة ورغم تردي الاوضاع الاقتصادية والضعف الملموس في ادارة الدولة، إلا انها لم تتراجع عن المطالبة بحقوقها في التمكين السياسي والحصول على فرص عادلة في التمثيل في إدارة الموسسات الاقتصادية والمشاركة في صنع القرار السياسي. ورغم القيود الاجتماعية والسياسية فإنهن يواصلن كسر الحواجز وإثبات قدرتهن على القيادة والمشاركة الفاعلة في بناء المستقبل، رافضات التهميش الذي يحاول إقصاءهن عن المشهد العام.
▪️السلام.. قضية نسائية بامتياز
في الواقع لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان عامة ونتجاهل حقوق المرأة، وبالذات حقها في العيش بأمن وسلام وحقها بأن يكون لها دورها المحوري في بناء السلام، ليس فقط لانها الأكثر تضررا أثناء النزاعات المسلحة، وتتحمل عبء النزوح والتشريد وفقدان الأمن بل لانها تستطيع أن تكون عنصرا أساسيا وفاعلا في تحقيق الاستقرار والمصالحة في الوقت الذي يتم تهميشها وبتعنت في عمليات السلام والمفاوضات رغم ان التجارب أثبتت بأن مشاركة المرأة في صنع السلام يعزز من فرص نجاحه واستدامته، لذلك نأمل بأن تكون النساء في قلب المفاوضات، لا على هامشها، لضمان تحقيق سلام عادل وشامل يعكس تطلعات جميع فئات المجتمع.
▪️نساء غزة.. نموذج ملهم للصمود والتحدي
في هذا العام، وفي هذه الايام تحديدا تتوجه أنظار العالم إلى المرأة الفلسطينية، و نساء غزة خاصة كنموذج للصمود الاسطوري، فهي رمز للصبر والقوة والصمود والتحدي، فهي في الوقت الذي تتحمل فيه الاعباء المضاعفة جراء الحرب والدمار واللجوء والتشرد والفقد إلا انها تعيد بناء حياتها وعائلتها متطلعة رغم كل تلك الظروف القاسية والمعاناة نحو المستقبل بكل شموخ وعزة وأمل بالانتصار لقضية شعبها في التحرير وإنهاء الاحتلال.
▪️آمال وتطلعات
في هذا اليوم، تتجدد الأمنيات بأن تنال كل امرأة حقها في حياة كريمة و على حقوقها في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، وأن تعيش في مجتمع يحترم كرامتها ويدعم طموحاتها. كما يبقى الأمل معلقا بتحقيق السلام وإنهاء معاناة الشعوب التي أنهكتها الحروب والصراعات.