الجنوب ڤويس|خاص
عاد “سيد الكرسي الدوار”، عيدروس الزبيدي، إلى عدن بعد غياب دام 8 أشهر في الإمارات، حيث كان يعيش حياة الملوك بين الفنادق الفاخرة والبلاطات البراقة.
نعم، هو نفسه الذي اختاره الشعب ليكون صوته وممثله، لكن يبدو أن “الشعب” مجرد كلمة لا تتجاوز ألسنة المسؤولين عندما يريدون إقناعنا بأنهم هنا من أجلنا..
ففي لمسة إنسانية (!)، اختار الزبيدي أن يُطلَّ على أهالي عدن ببدلته الإيطالية المُكويَّة بعناية، وساعته السويسرية التي تخطت قيمتها 52 ألف دولار… بينما المواطن يُفكِّر إن كان سيشرب الشاي اليوم أو يشتري خبزًا، ها هو زعيمه يرفع شعار: “الترف أولاً
والشعب أخيراً!”..
الشعب الذي فوّضه ينتظر تحسين الاقتصاد، لكن الزُبيدي بدا مشغولاً بأمور أخرى.
قبل أيام، أهدى أحد أقاربه حوش مؤسسة النقل ليستحوذ عليه بطريقة “إبداعية” أذهلت الجميع وأثارت استغراب واستنكار الشعب والرأي العام.
نعم، لأنه في زمن الجوع والفقر، ماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من نهب الأراضي العامة؟
ولكن، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد..
يبدو أن الفساد ليس عملاً فرديًا بل عائليًا..
فقد أعلن صهر الزبيدي، رجل الأعمال “المجهول سابقًا” جهاد الشوذبي، عن إطلاق شركته الجديدة تحت اسم “مدينة الغذاء للاستيراد” بمناسبة عودة عيدروس الزبيدي إلى عدن، وكأنه يقول للمواطنين: “نحن هنا لنطعمكم… طبعًا مقابل ثرواتكم التي سرقناها من الأساس!”
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: من أين جاء هؤلاء بالأموال؟
قبل سنوات كانوا لا يملكون شيئًا، واليوم يفتتحون الشركات تلو الأخرى وكأنهم يتنافسون على لقب “أكبر فاسد في القرن”.
هل أصبح الوطن مزرعة شخصية لهم؟ أم أن الشعب مجرد كومبارس في مسرحية فسادهم المستمرة؟
المواطن البسيط يتساءل بحسرة: كيف يجرؤون؟ في وقت يعاني الناس من الجوع والعوز، يتلذذ هؤلاء بمعاناة الشعب، وكأن الزُبيدي يقول بعودته: “جئت لأفتتح شركة صهري، لا لأنقذكم”..
إن عيدروس الزبيدي ومن حوله، فسادهم فاق كل تصور، حتى بات التاريخ يكتب عنهم فصلاً لم يشهد مثيلاً له من الاستهتار والوقاحة..
عيدروس الزبيدي، يثبت يومًا بعد يوم أنه ليس سوى وجه آخر للفساد، ولا يمثل الجنوب ولا شعبه، بل يمثل نفسه وأقاربه وأصدقائه الذين يتقاسمون الكعكة على حساب دماء وجوع المواطنين.