في خطوة أثارت استياءً واسعًا، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي توجيهات بإعادة إغلاق طريق “عقبة الحلحل” الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء، بعد يومين فقط من إعادة فتحه بوساطة قبلية، وبمبادرة من حكومة صنعاء، وفقًا لما كشفته مصادر إعلامية محلية.
إغلاق بعد فرحة قصيرة للمسافرين
وقالت منصة أبناء أبين وشبوة، في منشور لها على “فيسبوك”، نقلًا عن مصادر خاصة، إن المجلس الانتقالي أصدر أوامر مباشرة بإغلاق الطريق مجددًا، ووقف حركة المسافرين بين لودر ومكيراس، ما أثار حالة من الإحباط والغضب في أوساط الأهالي الذين استبشروا خيرًا بإعادة فتح هذا الشريان الحيوي بعد سنوات من المعاناة.
وكانت وساطة قبلية قد نجحت، قبل يومين، في إعادة فتح طريق عقبة “الحلحل” شمال شرق مديرية لودر بمحافظة أبين، والذي يُعد منفذًا مهمًا بين أبين والبيضاء، بعد أن ظل مغلقًا لمدة أربع سنوات، بسبب الصراع العسكري بين قوات صنعاء وقوات المجلس الانتقالي.
إعادة فتح الطريق جلبت فرحة كبيرة للمسافرين، خصوصًا بعد الإعلان عن مبادرة أخرى لفتح طريق “عقبة ثرة” الاستراتيجي، الذي يربط بين مديريتي لودر في أبين ومكيراس في البيضاء، وهو أحد أهم الطرق الحيوية التي تساهم في تخفيف معاناة المواطنين.
حكومة صنعاء تعلن مبادرة جديدة لفتح الطرق
بالتزامن مع إعادة فتح طريق “الحلحل”، أعلنت حكومة صنعاء، الأربعاء، استعدادها لفتح طريق “عقبة ثرة” الاستراتيجي، استمرارًا للمبادرات التي أطلقتها لتسهيل حركة التنقل للمواطنين والتخفيف من معاناتهم جراء إغلاق الطرقات بسبب الحرب، وفقًا لما أوردته وكالة “سبأ” التابعة لصنعاء.
وتُعد هذه التحركات جزءًا من جهود أوسع لفتح الطرق والممرات الحيوية المغلقة بسبب الصراع المستمر منذ سنوات، إلا أن قرار المجلس الانتقالي بإعادة إغلاق الطريق يضع عراقيل أمام هذه الجهود، ويعيد معاناة المسافرين الذين كانوا يأملون بعودة الحياة إلى هذه الطرق.
استمرار سياسة الإغلاق.. دوافع سياسية أم عسكرية؟
قرار المجلس الانتقالي بإغلاق الطريق مجددًا يطرح تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، وما إذا كانت الخطوة تأتي في إطار توترات سياسية مع حكومة صنعاء، أم أنها ترتبط بحسابات عسكرية تتعلق بالتحركات الميدانية في المناطق المحاذية للبيضاء وأبين.
ويشير مراقبون إلى أن المجلس الانتقالي قد يكون يسعى لاستخدام الطرق كورقة ضغط سياسية أو عسكرية، خصوصًا مع تصاعد الخلافات داخل الحكومة الشرعية، حيث سبق أن شهدت مناطق التماس بين قوات صنعاء والانتقالي مواجهات متقطعة خلال السنوات الماضية.
معاناة المواطنين تتفاقم بسبب الصراع على الطرق
إغلاق الطرق في المناطق الجنوبية والشرقية تسبب في زيادة معاناة المواطنين، حيث يضطر المسافرون إلى سلوك طرق وعرة وخطرة تمتد لمسافات طويلة، ما يرفع تكاليف النقل ويزيد من صعوبة الوصول إلى المستشفيات والخدمات الأساسية.
ويطالب الأهالي بضرورة إبعاد ملف الطرقات عن التجاذبات السياسية والعسكرية، وإعادة فتح كافة الطرق المغلقة، بما يسهم في تحسين أوضاع السكان والتخفيف من معاناتهم اليومية.
ومع استمرار هذه السياسات، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستحقق جهود الوساطات القبلية والمبادرات الحكومية اختراقًا جديدًا لفتح الطرق المغلقة، أم أن القرار النهائي سيظل بيد القوى العسكرية التي تتحكم بالمشهد في الجنوب؟