بقلم| مثنى الردفاني
في زمن الأزمات السياسية والتغيرات العاصفة، يبرز دور المعارضة في الداخل والخارج، ويصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: هل يمكن لمن يعيش في المنفى أن يكون صوتًا حقيقيًا لمعاناة شعبه؟ أم أن النضال الحقيقي لا يتحقق إلا على أرض الوطن، حيث الألم والمعاناة والاشتباك المباشر مع الواقع
لقد شهد التاريخ أن العديد من الحركات السياسية قادها معارضون في المنفى، بعضهم كان صادقًا في نضاله، لم يُغرق نفسه في بذخ القصور، ولم يجعل من آلام شعبه جواز مرور إلى موائد الملوك والسلاطين، بل عمل بإخلاص على توحيد الصفوف ورفع صوت المظلومين. لكن في المقابل، لا يمكن إنكار أن هناك من اتخذ من القضية شعارًا فارغًا، ومن آلام الجياع وسيلةً للتكسب السياسي، جاعلًا من نفسه بطلًا زائفًا في عواصم القرار، بينما يظل الشعب وحده من يدفع الثمن.
إن الحرية لا تأتي من أبواب القصور، ولا تُشترى بصفقات سياسية تُبرم خلف الأبواب المغلقة، بل تُنتزع بوعي الشعوب وإرادتها.
فمن أراد أن يكون نصيرًا لوطنه، فليكن صوته صوت الجياع، وحركته في خدمة القضية، لا في خدمة ذاته.
لقد حان الوقت لأن يدرك الشعب الجنوبي أن التغيير لا يُهدى، بل يُصنع، وأن المراهنة على من لا يعيش معاناته قد تكون مجرد سراب.
أيها الشعب الجنوبي ، القرار بيدك، فإما أن تبقى رهينة انتظار الخلاص من الخارج، أو تصنع حريتك بيديك.