الجنوب ڤويس|متابعات
أكد معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن استئناف العمليات البحرية لقوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية، وتهديدها بضرب الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر في حال استئناف العدوان على غزة، يعكس فشل كافة الجهود العسكرية والدبلوماسية التي بذلتها تل أبيب وواشنطن خلال العام الماضي لردع اليمن، مطالبًا بتغيير جذري في استراتيجية التعامل مع صنعاء بما يشمل التنسيق مع السعودية، بل وحتى العمل على إسقاط النظام القائم فيها.
وأوضح التقرير، الذي نشره المعهد مساء الأربعاء، أن تحذيرات صنعاء الجديدة تعني أن كل عمليات القصف الجوي والهجمات البحرية التي شنتها إسرائيل والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مدار أكثر من عام، لم تحقق أي نتيجة تذكر، مشيرًا إلى أن قوات صنعاء لم توقف هجماتها على إسرائيل والملاحة المرتبطة بها إلا بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، ما يؤكد ارتباط العمليات اليمنية بالعدوان على القطاع.
وأشار التقرير، الذي أعده الباحث والمسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، داي سيترينوفيتش، إلى أن قوات صنعاء لم تتأثر بأي من الإجراءات العقابية التي اتخذتها إسرائيل وواشنطن، مضيفًا: “بدلاً من أن تتراجع بأي شكل من الأشكال، خرجت صنعاء من المواجهة الأخيرة مع واشنطن وتل أبيب أكثر قوة، وهي الآن تنظر إلى نفسها كقائد لمحور المقاومة، ليس فقط لدعم حماس في غزة، بل وربما أي طرف آخر في المستقبل يخوض صراعًا مباشرًا ضد إسرائيل”.
واشنطن وتل أبيب مطالبتان بتغيير استراتيجيتهما بالكامل
واعتبر التقرير أن الخطوات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أسابيعه الأخيرة قبل مغادرة البيت الأبيض، بإعادة حركة أنصار الله إلى قائمة الإرهاب وفرض عقوبات اقتصادية، لم يكن لها أي تأثير ملموس على العمليات العسكرية اليمنية، ما يستدعي وفقًا للمعهد إعادة التفكير جذريًا في أساليب التعامل مع صنعاء.
وخلص التقرير إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية جديدة تقوم على عدة محاور هجومية، مقترحًا الآتي:
تنفيذ عمليات عسكرية هجومية مستمرة ومركزة ضد القدرات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية، وعدم الاكتفاء بضربات متفرقة كما حدث خلال العام الماضي.
استهداف القيادة العسكرية والسياسية اليمنية بشكل مباشر، في محاولة لتفكيك هيكل صنعاء العسكري.
العمل على تنفيذ حملة عسكرية طويلة الأمد تهدف إلى الإطاحة بالنظام الحاكم في صنعاء.
الضغط على المملكة العربية السعودية لدفعها إلى الانضمام للتحالف الدولي بشكل أكثر وضوحًا، أو على الأقل تقديم دعم لوجستي واستخباراتي من خلف الكواليس.
صنعاء ترسم قواعد اشتباك جديدة.. وإسرائيل أمام مأزق كبير
ويأتي هذا التقرير في وقت أعلنت فيه قوات صنعاء رسميًا، مساء الثلاثاء، عن إعادة فرض الحظر البحري على جميع السفن الإسرائيلية أو تلك المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مؤكدةً أنها لن تتراجع عن عملياتها حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة بالكامل.
ومطلع الأسبوع الفائت رفعت تل أبيب حالة التأهب القصوى خشية تنفيذ صنعاء تهديداتها بتوجيه ضربات صاروخية وجوية مباشرة ضد أهداف إسرائيلية، في حال استئناف العدوان على غزة، وهو تطور اعتبرته القيادة العسكرية الإسرائيلية تصعيدًا غير مسبوق يهدد بتوسيع دائرة الصراع الإقليمي.
وفي ظل هذه المعطيات، يجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه أمام خيارات محدودة وصعبة، بين استمرار تلقي الضربات البحرية والجوية من صنعاء، أو تصعيد المواجهة بشكل قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة لم تكن تل أبيب مستعدة لها.
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح واشنطن وتل أبيب في تغيير استراتيجيتهما لهزيمة صنعاء وهل سننخرط أطراف إقليمية وتتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي ضد صنعاء، أم أن المرحلة القادمة ستشهد فشلًا جديدًا للاحتلال وحليفه الأمريكي وانتصاراً جديداً لـ”صنعاء” بعد انتصارها في معركة إسناد غزة التي أطلق عليها (الفتح الموعود والجهاد المقدس).