في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت الخارجية الأمريكية دخول قرار تصنيف حركة أنصار الله على لائحة الإرهاب حيز التنفيذ رسميًا، بعد أسابيع من التأجيل، مما يعكس فشل واشنطن في تحقيق اختراق سياسي مع صنعاء.
اتصالات دبلوماسية بلا نتائج
جاء الإعلان بعد اتصال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بنظيره العماني، بدر البوسعيدي، حيث ناقش الطرفان سبل وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر. ومع فشل واشنطن في إقناع صنعاء عبر القنوات الدبلوماسية، اتجهت إلى تكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية كجزء من استراتيجية “الضغوط القصوى”.
فشل أمريكي في احتواء صنعاء
توقيت القرار يعكس المخاوف الأمريكية من استئناف عمليات صنعاء، خصوصًا في ظل مؤشرات انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتعد صنعاء أن أي تصعيد جديد ضد القطاع سيعني تجدد استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما تسعى واشنطن إلى منعه بشتى الطرق.
محاولة أمريكية لكسر الإرادة اليمنية
يبدو أن واشنطن تراهن على أن إدراج أنصار الله على لائحة الإرهاب سيؤدي إلى عزل صنعاء دبلوماسيًا وتقييد حركتها دوليًا، لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أن التصنيف لن يغير الواقع الميداني أو يحد من عمليات قوات صنعاء، التي أثبتت قدرتها على التأثير بعمق في معادلة الصراع الإقليمي.
ما وراء الخطوة الأمريكية؟
قرار الخارجية الأمريكية ليس مجرد تصعيد قانوني، بل جزء من معركة سياسية وعسكرية أوسع، تهدف إلى الضغط على صنعاء وإجبارها على وقف عملياتها العسكرية ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
ومع ذلك، فإن سجل العقوبات السابقة على صنعاء أثبت عدم فعاليتها، بل زاد من عزلة واشنطن في المنطقة، في ظل تزايد الدعم الشعبي العربي والإسلامي لموقف صنعاء.
نحو مزيد من التصعيد؟
إعلان دخول التصنيف حيز التنفيذ قد يكون مقدمة لخطوات تصعيدية أخرى، مثل فرض مزيد من القيود الاقتصادية أو استهداف قيادات أنصار الله بعقوبات إضافية، لكنه في النهاية لن يغير المعادلة الأساسية التي فرضتها صنعاء على الولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر.