الجنوب ڤويس – خاص
كشف مصدر مطلع ومقرب من الشهيد المغدور محمد جمال، المرافق الشخصي لمدير مكتب رئيس الوزراء أنيس باحارثة، زيف الادعاءات التي روجها الحزام الأمني في بياناته المتضاربة حول مقتله، مؤكدًا أن حادثة الاغتيال كانت مدبرة ونُفذت من قبل جنود تابعين للحزام الأمني.
ونفى المصدر صحة الروايات التي زعمت أن محمد جمال توفي نتيجة حادث اصطدام سيارته بحاجز حديدي، مشددًا على أن هذه الادعاءات تهدف إلى التغطية على جريمة اغتياله التي وقعت في جولة سوزوكي، حيث أطلق عليه جنود الحزام الأمني النار، مما أدى إلى اختراق الرصاص ظهره واستقراره في قلبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
كما كذّب المصدر الادعاء الذي ساقه الحزام الأمني في أحد بياناته، والذي زعم العثور على 268 جرامًا من الحشيش في سيارة الضحية، معتبرًا أن هذه الادعاءات محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام وتبرير جريمة الاغتيال.
من جانب اخر أوضح مصدر أمني أن التحقيقات الأولية أكدت أن جنود الحزام الأمني كانوا يستقلون باصًا نوع “فوكسي” تابعًا لمعسكر النصر، حيث اعترضوا سيارة محمد جمال في محاولة لاختطافه، وحين رفض الامتثال، أطلقوا عليه النار، ثم استولوا على سيارته ونقلوها إلى معسكر الحزام الأمني، بينما تم نقل جثته عبر الباص ذاته إلى المستشفى الألماني قبل أن يفروا دون تقديم أي معلومات.
وأضاف المصدر أن قوات الحزام الأمني سارعت إلى تطويق موقع الجريمة ومنعت فرق البحث الجنائي والأدلة الجنائية وشرطة العريش من مباشرة التحقيق، كما عملت على إزالة آثار الجريمة وجمع مخلفات الرصاص لطمس الأدلة، مما يؤكد تورطها المباشر في عملية الاغتيال المدبرة.
وأكد المصدر أن تضارب بيانات الحزام الأمني، إضافة إلى منع الجهات الأمنية المختصة من استكمال الإجراءات القانونية، يعزز الدليل على مسؤوليتهم عن الجريمة، التي تبدو محاولة واضحة لتصفية الضحية وإلصاق التهمة بمكافحة عصابات المخدرات، رغم أن موقع الجريمة قريب من نقطة أمنية تابعة للحزام الأمني نفسه.
وختم المصدر حديثه بالتأكيد على ضرورة قيام السلطات الأمنية بفتح تحقيق نزيه ومستقل لكشف ملابسات الجريمة، ومحاسبة المتورطين فيها، مشددًا على أن محاولات التستر والتضليل لن تمنع الحقيقة من الظهور.
كما كشف مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة في موقع الجريمة، تفاصيل صادمة توثق لحظة اغتيال محمد جمال، حيث أظهر الفيديو قيام جنود الحزام الأمني بإطلاق النار عليه بشكل مكثف، مما أدى إلى مقتله على الفور، دون أن يكون هناك أي اصطدام بحاجز حديدي، كما ادعى الحزام الأمني في رواياته المتناقضة.